في اربعينيته وفاءا لروح الزميل المرحوم لطفي الجريري مدير ومؤسس جريدة الجزيرة

في اربعينيته

وفاءا لروح الزميل المرحوم لطفي الجريري مدير ومؤسس جريدة الجزيرة

 

lotfi.ali.mahmoud

صورة نادرة نشرت لاول مرة اليوم في العدد التذكاري لجريدة الجزيزة تجمع فرسان الصحافة الجهوية الثلاثة في تونس من اليمين الى اليسار محمود حرشاني// مدير ومؤسس مجلة مرآة الوسط// الزميل على البقلوطي // مدير ومؤسس مجلة شمس الجنوب بصفاقس// والزميل العزيز المرحوم لطفي الجريري مدير ومؤسس جريدة الجزيرة.. في احدى الندوات بالعاصمة في منتصف التسعينات.. رحم الله الزميل لطفي

بقلم

محمود حرشاني

وصلني اليوم العدد التذكاري من جريدة الجزيرة وهو عدد تذكاري خاص باربعينية مؤسسها زميلنا العزيز لطفي الجريري الذي اختطفته يد المنون في الشهر الماضي..عدد خاص تفوح من صفحاته ومقالاته روح الوفاء لاحد فرسان الصحافة الجهوية واحد ابرز اعمدتها.. اعطى كل ما عنده في سبيل ان تستمر جريدته الجزيرة على امتداد 35 سنة. لم تخلف الموعد مع فرائها ولو شهرا واحدا..احترق لطفي الجريري في سبيل ان تستمر الجزيرة لانه كان يؤمن انه صاحب رسالة وصاحب مشروع.. وحتى في احلك السنوات بعد 2010 التي جففت فيها الحكومات المتعاقبة منابع الصحافة الجهوية وقطعت الحكومة منحة الدعم التي كانت تقدمها وانقطع نصيب الصحف الجهوية من الاشهار العمومي وانحصرت رقعة الاشتراكات بين الانصار الصادقين فقط لم يياس الزميل لطفي الجريري. بل واصل اصدار جريدته مستنفدا كل امكانياته واخرها صحته واعصابه عندما انهار فجاة لينقل الى المستشفى ويسلم الروح بعد معاناة دامت قرابة الشهر.
اخي لطفي..وانا اتلقى جريدتك في عددها التذكاري الذي سهر على اعداده واخراجه نجلكم الزميل الصحفي حليم لطفي الجريري تذكرت كل اللحظات والايام التي جمعتنا معا. تذكرت لقاءاتنا بشارع الحبيب بورقيبة وزياراتنا الى مكتب الزميلة عائدة القليبي بمقر وزارة الاعلام وتربصاتنا معا بالمركز الافريقي لتكوين الصحفيين والدورات الخاصة بالصحافة الجهوية. تذكرت لقاءاتنا الثلاثية انا وانت والزميل على البقلوطي مدير ومؤسس مجلة شمس الجنوب التي انطلقنا منها انا واياك فبعثت انت الجزيرة وبعثت انا مرآة الوسط في نفس العام.. تذكرت سي فتحي الهويدي والحبيب حريز وابراهيم الفريضي المديرين العامين للاعلام الذين كانوا يشجعوننانذكرت وزراء الاعلام سي عبد الرزاق الكافي وسيرافع دخيل وفتحي الهويدي وسمير العبيدي الذين كانوا يقدرون ما نقوم به من جهد واصرارنا على ابقاء صحفنا ومجلاتنا حية مستمرة.
تكرت خيباتنا ايضا مع حكومات ما بعد الثورة وكيف قطعوا علينا المدد تذكرت تلك الرسالة التي اطلعتك عليها والتي جاءتني من رئيس حكومة الترويكا والتي قال فيها لا توجد لدينا ابواب لدعم الصحافة الجهوية وكانه يقول من امركم باصدار صحف جهوية تذكرت تلك الرسالة التي وصلتني ووصلتك ووصلت الزميل على البقلوطي من رئيس الحكومة يعلمنا فيها بقطع اشتراك وزارة الاعلام في صحفنا ومجلاتنا..اه يا اخي لطفي ماذا اكتب وماذا اضيف
هل اكتب عن عنتريات الثورجيين بعد الثورة الذين استهدفونا في حياتنا وفي صحفنا وكاننا كنا الوحيدين الذين كنا نصدر في العهد السابق وننشر نحن فقط صور الرئيس بن علي.. نسوا الصحف والمجلات الاخرى نسوا الصباح والشروق ولوتون ولابراس والصحافة واستهدفوننا نحن لاننا كنا الحائط القصير ولانهم اناس امتلات قلوبهم بالحقد والكراهيةولم يغفروا لنا حماسنا ولذلك حاولوا ان بنقذوا علينا في اول فرصة.
يا اخي لطفي وانت في دار الحق..لقد تركت فينا ما لا ننساك به ابدا صدقك وحماسك وجريدتك الجزيزة التي لا اشك في ان ابنك حليم سيواصل اصدارها وفاءا لروحك وعشقك لهذه الجريدة الذي لا يضاهيه عشقك لاي محبوبة اخرى
سلام الى روحك
اخوك
محمود حرشاني
المدير المؤسس لمجلة مرآة الوسط

ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏

أضف تعليق

موقع ويب تم إنشاؤه بواسطة ووردبريس.كوم. قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑