الشاهد..الحلم يبدا تحقيقه من الشمال الغربي

بقلم محمود حرشاني

mahmoud

 

مشراوة1

 

تذكرون ولا شك   تلك الزيارة  التي اداها الرئيس   السابق بن علي سنة 1992 في مثل هذا الوقت تقريبا الى منطقة البرامة الواقعة في اقاصي الجبال بولاية سليانه حيث الفقر المدقع والخصاصة..

وتذكرون فرحة تلك المراة التي ما   ان شاهدت طائرة الرئيس  تحط في الدشرة حتى اقبلت ..تجري ملوحة بيديها اللتين   كانتا تحملان بقايا حنة..كانت الصورة وقتها تلقائية ربما وتعاطف الجميع مع الصورة وولد على اثر تلك الزيارة صندوق التضامن الوطني 2626 واصبح يوم الثامن من ديسمبر  من كل عام  يوما وطنيا للتضامن يؤرخ لتك الزيارة..

تقريبا الصورة نفسها بديكور مغاير نوعا   ما  شاهدناها  يوم السبت الفارط عندما ادى رئيس الحكومة يوسف الشاهد زيارة قيل انها فجئية ولم يعلن عنها الى منظقة ربفية لا  تقل فقرا او خصاصة عن منطقة البرامة التي زارها بن علي وهذه المنطقة هي منطقة   مشراوة  الواقعة في معتمدية   عين دراهم   شاهدنا امراة بزييها الريفي التقليدي  تقبل من بعيد فرحة وعلامات البشر بادية عليها وتمد يدها مصافحة الوالي قائلة // ع السلامة السيد الرئيس // معتقدة ان الوالي بزييه الرسمي  هو الرئيس فينتفض الوالي  وبقول لها ان الرئيس هو السيد رئيس الحكومة.  هذا ..

حاول يوسف الشاهد ان يسوق لشخصيته من خلال تمرير هذه الصورة كزعيم قادم لتونس يهمه الاختلاط بالشعب ويمد يده مصافحا البسطاء من الناس ويهتم بمشاغلهم ويصغي اليهم بانتباه ويتاثر احيانا الى حد البهته خاصة عندما كانت تخاطبه تلك الفتاة ا قائلة له حسب ما روج ولا ندري ان كان هذا صحيحا ام لا

//ما الذي ينتظرنا وقد جئتنا .. عاملة في المنازل عند العائلاتالميسورة  في العاصمة.. بماذا اتيت لنا.. ما الذي سيتغير في حياتنا.. نحن لا تهما السياسة حتى الغابةالتي كنا نقتات منها احتلها الارهابيون ماذا بقي لنا؟

يوسف الشاهد اعلن عن انجاز مشروع لفائدة سكان هذه المناطق يتضمن بناء الف مسكن .وهو هنا يمس مشاغل الناس  في العمق لاننا راينا الحالة المزرية والظروف السكنية الصعبة للاهالي والكاميرا لا تكذب..

ومهما يكن فان يوسف الشاهد وهذا من حقه طبعا انطلق في حملته الرئاسية وهو يدرك جييدا ان منطقة الشمال الغربي بما تعيشه من فقر مدقع وما يعانيه ابناؤها خصوصا في فصل الشتاء من قساوة العيش يمكن ان تشكل خزانا انتخابيا كبيرا. وانه يمكن استمالة سكانها بمثل هذه الزيارات واللقاءات العفوية التي تجعل المواطن يشعر ان المسؤول قريب منه يحس بالامه ومشاغله.

انا لا اعتراض عندي على يقوم يوسف الشاهد بحملته الانتخابية مبكرا ومن حقه ان يحلم بان يكون الرئيس القادم لتونس فلا ينفصه شئي.. ولكن المشكله وانا هنا اتكلم كاعلامي واتصالي..ان الصور نفسها تتكرر حتى لكان الامور تختلط لدى المتلقي … من البرامة بسليانة مع بن علي الىمشراوة بعين دراهم مع يوسف الشاهد.

.رحلة معاناة مستمرة وطموح يتجدد وكان التاريخ يراوح مكانه

 

أضف تعليق

موقع ويب تم إنشاؤه بواسطة ووردبريس.كوم. قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑