رحيل الاستاذ البشير بن سلامة.. او رحيل اخر الكتاب الكبار في تونس

بقلم الصحفي محمود حرشاني *

استفاقت تونس  يوم الاحد 26 فيفري 2023 على خبر حزين. حيث وافت المنية فجر هذا اليوم الكاتب الكبير ووزير الثقافة الأسبق في عهد الزعيم الحبيب بورقيبة البشير بن سلامة عن سن 92 عاما..وبرحيل الاستاذ الكاتب  البشير بن سلامة تفقد تونس احد ابرز كتابها الكبار حيث ضرب بقلمه المعطاء بسهم في كل مجالات الإبداع الفكري من كتابة القصة القصيرة إلى كتابة الرواية وكتابة المقال الصحفي والدراسة الادبية  واليوميات والمذكرات الشخصية وحتى كتابة الشعر وكان يكتبه باسم مستعار تحت اسم ليلى وهو ما أفضى به الي شخصيا في حوار تلفزي أجريته معه  لفائدة قناة البوادي الكويتية لبرنامج حوار فكري.

كما تراس الراحل تحرير مجلة الفكر التي انشاها صديقة المرحوم محمد مزالي منذ عددها الثاني واستمر رئيسا لتحريرها الى حين توقفها عن الصدور على امتدا ثلاثين سنة.

وعندما شغل الأستاذ البشير بن سلامة وزارة الثقافة لمدة خمس سنوات تزيد قليلا أعطى للدور الموكول لهذه الوزارة نفسا جديدا فهو الذي بعث الى الوجود عشرات المؤسسات مثل المسرح الوطني ومعرض تونس الدولي للكتاب كما انشا ما كان ناقصا من مجلات مثل مجلة شعر ومجلة المسرح واحدث صندوق الدعم الثقافي الذي كان يمول من فرض ضريبة بسيطة على المشروبات الكحولية وانشا المكتبات في كل القرى والمداشر

عرفت الاستاذ البشير بن سلامة وزيرا وكاتبا وحاورته عديد المرات واعتز بالحوار الوثيقة الذي اجريته معه لقناة البوادي التلفزية وقناة البابطين الثقافية.

كان دائم الاتصال بي وكنت اسعد دائما باتصالاته روى لي في حواراتي معه اسرارا كثيره عن علاقته بالزعيم الحبيب بورقيبة وعلاقته برفيق دربة الاستاذ محمد مزالي وكيف عانى الامرين بعد خروجه من الوزارة وتوقف جرايته واعتماده على ماكان يترجمه من كتب.. وحقيقة القصة التي روجها البعض من ان الزعيم بورقيبة اعفاه من مهامه لانه يذكره بغريمه صالح بن يوسف وكيف كادت له وسيلة المكائد لتزيحه من الوزارة..اسرار رواها لي واحتفظ بها وقد ياتي الوقت لاكتبها..لا انسى ابدا عندما انهيت تسجيل  حوار تلفزي معه وبعد سجلت حوارا مع الصحفي الكبير عبد اللطيف الفراتي في نفس اليوم وبعد الانتهاء من تسجيل الحوارين خرجنا من الاستوديو ثلاثتنا  من المروج 2 وكان معنا السائق  لاصال الضيفين كل الى منزله وكان الوقت يقارب موعد الإفطار وكنا في شهر رمضان .عندما اوصلنا الاستاذ البشير بن سلامة الى بيته// شد صحيح باش انشقوا الفطر بحذاه// اعتذرت له بلطف وحصل نفس الموقف مع الزميل عبد اللطيف الفراتي عندما اوصلناه إلى بيته قبل موعد الإفطار بقليل..ولكننا ايضا اعتذرنا له واوصلني السائق الى احد المطاعم القريبة من حيث النزل الذي  اقيم فيه على وعد بان يعود الي بعد الافطار لنعود مجددا الى الاستوديو لتسجيل ثلاث حوارات اخرى مع ضيوف اخرين منهم الدكتور الطبيب الكاتب لطفي المرايحي والشاعر سمير العبدلي

أضف تعليق

أحدث التدوينات

Quote of the week

"People ask me what I do in the winter when there's no baseball. I'll tell you what I do. I stare out the window and wait for spring."

~ Rogers Hornsby

Designed with WordPress