عاشوا في ذاكرتي// الحلقة 3/ قصري كحواش..المربي والمدير..والاب
هو احدالمربين الافاضل الذين شغلوا لسنوات عديدة خطة مدير بالمدرسة الابتدائية التوفيق بسيدي على بن عون..تتلمذت على يديه اجيال قبلي كانوا يكنون له كل الاحترام والتقدير.. عرفته لما انتقلت بالدراسة الى هذه المدرسة سنة 1965..بعد ان درست السنة الاولى بالمكتب الكبير بقفصة.. لكثرة ما سمعت عنه وعن حزمه من زملائي واترابي كنت شديد التخوف منه..وانا بطبعي انسان // خواف// اتذكر يومي الاول بالمدرسة لما وقف هو بقامته الطويلة واخذ ينادي على التلاميذ. كل في فصله.كان صاحب صوت اجش وكان يرتدي نظارات طبيه شبه سوداء. لما انتهى من المناداة تقدمت منه وفلت له انا منتقل من قفصة الى هنا..اعاد فتح الدفاتر فلم يجد اسمي لامني لاني لم اقم بالتسجيل خلال الصائفة .وبعد برهة امسك بالقلم واضافني.. كان ذلك اول لقاء لي معه وخرجت منه سالما.فرض الانضباط في الساحة وفي المدرسة منذ اليوم الاول وكان شديدا مع التلاميذ الذين يتهاونون في اعداد دروسهم .واتذكر انه كان بساحة المدرسة في وسطها تماما تمثال من الجبس فيه شعار الجمهورية وصورة الاسد الشهيرة مع عبارات نظام حرية عدالة فكنا نقوم بتحية العلم في هذه الساحة وربما هو اول مدير استنبط تحية العلم في المدرسة.. بعد مضي حوالي عشرة ايام..اتيته برسالة من والدي رحمه الله وقد طلب والدي منه ان ينقلني الى السنة الثالثة مباشرة لاني كنت احفظ ربع القران تقريبا واعرف كتابة بعض الاسماء بالفرنسية..اتيته بالرسالة وخوفا منه قلت له سيدي هذه الرسالة ارسلها لك والدي اخذ منى الرسالة وفتحها ثم طلب مني ان التحق يقسمي وهو السنة الثانية.ولم تمض مدة طويلة حتى دخل القسم وطلب مني ان التحق يالسيورة املى علي بعض الحروف بالفرتسية فكتبتها ثم طلب منى قراءة بعض النصوص من الكتاب قراءتها دون تلعثم.فاخذني من يدي وادخلني الى قسم السنة الثالثة وبذلك ربحت عاما في دراستي كما يقولون ….وواصلت على نفس النسق ترتيبي الاول او الثاني الى ان نجحت في مناظرة الدخول الى السنة الاولى من التعليم الثانوي سنة 1968 وكنا عشرة فقط من جملة حوالي60 تلميذا. ترتسم الان عديد الصور في ذاكرتي عن سي كحواش المدير الحازم والمجتهد..ومنها انه كان يستغل اوقات فراغنا في العناية بالحديقة المدرسية وغراسة الخضر بها والتي كان يتم استغلالها في المطعم المدرسي.كما اسس لنا نواة مكتبة مدرسية ودعا كل تلميد الى ان ياتي بكتاب مطالعة وهكذا تكونت في مدرستنا مكتبة مدرسية ثمينة.وفي فترته عرفت لاول مرة مجلة عرفان فقد كان يوزعها علينا ويطلب منا ان ناتي بثمنها.واذكر انه خلال سنة 1968 ارسلت بصورتي الى هذه المجلة فنشرتهاضمن ركن اصدقاء عرفان وقد كنت احتفظ بهذا العدد الى وقت قريب الا انه ضاع مني. كما لا انسى ابدا حفلات نهاية السنة الدراسية والتي كنا نقدم فيها المسرحيات والاغاني والاناشيد ويكرم فيها المتفوقون من التلاميذ.. هذا هو سي قصري كحواش المربي الاصيل الذي ارتبط اسمه بمدرسة التوفيق او مدرسة بن بشير. وهو اصيل منطقة القصر من ولاية قفصة..وكان من اسرة تحرير مجلة تعاضد وثقافة التي كانت تصدر بقفصة وقد اطلعت في احد اعدادها على مقال من مقالاته رحم الله سي قصري كحواش..
فقد كان مديرا وابا ومدرسا
جريدة الزمن التونسي 
أضف تعليق