بقلم.محمود حرشانيm.b salah

رئيس تحرير الزمن التونسي

 

 

لم تمر جلسة منح الثقة  لوزير الداخلية المعين هشام الفراتي والتي عقدها مجلس نواب الشعب امس واستمرت لاكثر من خمس ساعات وتابعها التونسيون على المباشر من خلال النقل التلفزي على القناة الوطنية الثانية دون ان تترك مجموعة منالملاحظات الاساسية التي يتعين على كل محلل ومتابع للشان السياسي الوقوف عندها.

كان الواضح منذ البداية ان هذه الجلسة هي بمثابة الامتحان لقدرة يوسف الشاهد رئيس الحكومة نفسه على تمرير قراراته  وربما هي اكثر من ذلك // بروفه // او اختبار لمدى قدرته على كسب ثقة اغلبية النواب اذا ما قرر الالتجاء الى هذا المجلس في قادم الايام لطلب منح الثقة من جديد لحكومته.كما كان بالنسبة له امتحانا يخوضه في مواجهة كتل نيابية اعلنت صراحة عدم تزكية الوزير الجديد وتطالب برحيل الحكومة ويوسف الشاهد نفسه وفي مقدمة هذه الكتل كتلة حزب نداء تونس التي ظلت منتمسكة بموقفها الى حد مساء الجمعة الفارط.

ولكن يوسف الشاهد كان يعول كثيرا على موقف حزب حركة النهضة الذي اكد مساندته له منذ البداية وعدم مساندته لقرار  رحيل الشاهد وكذلك اعلان الحزب مسانتده لوزير الداخلية الجديد وكتلة النهضة هي الكتلة الاكبر حاليا في البرلمان ب 68 صوتا.  كما كان الرجل يعول على انقسام كتلة حزب نداء تونس وقد ضمن منذ مساء الجمعة نصف هذه الكتلة الى جانبه على الاقل عندما اعلن 21 نائبا من كتلة نداء تونس انهم سيصوتون لفائدة وزير الداخلية الجديد

كما لوحظ انقسام في عديد الكتل الاخرى التي ابدى عدد من اعضائها مسانتدهم لوزير الداخلية الجديد ومنحه الثقة.

ولذلك كان يوسف الشاهد منذ البداية شبه متاكد من ان ال109 التي يحتاجها الوزير الجديد للمرور مضمونة سواء صوتت كتلة النهضة ام لم تصوت

وهو ما اربك موقف الكتلة التي وجدت نفسها ساعات قليلة بعد انظلاق الجلسة البرلمانية خارج دائرة السياق العام وان الوزير سيمر سواء منتحته هي الثقة ام لم تمنحه

فارادت ان تتدارك امرها في اخر لحظة او في الدقيقة تسعين بلغة الرياضيين وعقدت ندوة صحفية بمقر المجلس لتعلن فيها مساندتها للوزير الجديد ومنحة الثقة.

لا يمكن اعتبار هذاغ الموقف من كتلة نداء تونس اقتناعا بصواب الاختيار بل هي وجدت نفسها مضطرة لحفظ ماء الوجه  مادام الرجل سيمنح الثقة باصواتها او بدونها.

وهو مؤشر خطير على تفكك حزب نداء تونس او هو دخل هذا الحزب الذي اسسه رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي مرجحلة  الانتدثار والنهاية المحتومة امام قوة وتماسك حزب حركة النهضة وايضا قدرة هذا الاخير على ابتلاع الاحزاب التي يتضامن معها ياكلها اكلا لتجد نفسها في النهاية مجرد هيكل باهت لحزب كان موجودا وهو ما فعلته سابقا مع حزب التكتل بقيادة مصطفى بن جغفر وحزب المؤتمر من اجل الجمهورية بقيادة المنصف المرزوقي وها هو الدور ياتي الان على حزب نداء تونس الذي يبدو انه يعيش ايامه الاخيرة وان كل الاحداث تؤكد ان هذا الحزب انتهى امام تغول حزب حركة النهضة

ويبقى السؤال الاهم هل منح مجلس نواب الشعب الثقة امس لوزير الداخلية الجديد هشام الفراتي هو انتصار شخصي ليوسف الشاهد  وهو الذي يقف على صفيح ساخن وطالبه رئيس الجمهورية علنا بالاستقالة او بالذهاب الى مجلس النواب لطلب تجديد الثقة ام هو انتصار لتونس واستقرارها وبداية مرحلة انهيار حزب نداء تونس الذي لم يعد قادرا على لملمة شقوقه وضعفة والوقوف بندية امام حزب بلدوزار في حجم حركة نداء تونس التي استجار بها يوسف الشاهد في معركته  مع حافظ قائد السبسيالذي يطالب برحيله.والامل كل الامل الا يجد نفسه  بعد مدة كمن يستجير من الرمضاء بالنار

كتبه محمود حرشاني

تونس في 30 جويلية 2018

أضف تعليق

أحدث التدوينات

Quote of the week

"People ask me what I do in the winter when there's no baseball. I'll tell you what I do. I stare out the window and wait for spring."

~ Rogers Hornsby

Designed with WordPress