غثيان
رواية مسلسلة في حلقاتpixiz-19-02-2019-22-10-09.jpg
يكتبها الدكتور محمود حرشاني.الجزء الثامن عشر

 

 
اصبحت الاجواء في الجامعة مشحونة .. ايقافات متتالية لعدد من الطلبة الذين اعتبرهم النظام عناصر مناوئة تحاول زعزعة امن البلاد وتعطيل الدروس وجر بقية الطلبة الى العنف والخروج في مظاهرات ضد النظام….مجموعة الطلبة الاسلاميين تحاول ان تفرض وجودها مستعملة شتى الوسائل وكذلك المجموعة على اليسار..ويحاول النظام قدر جهدة ان تكون المجموعات الطلابية الموالية له.. قادرة على مواجهة المجموعات الطلابية الاخرى..
دعا حاكم البلاد وزراءه المعنيين الى اجتماع عاجل لاتخاذ القرارات المناسبة
كانت علامات الغضب بادية على ملامح وجهه عندما التفت الى وزير الداخلية موجها له كلامه
– هذا الوضع لا يجب ان يستمر.. ما الذي يحدث.. كمشة من الاوباش تحاول زعزعة اركان النظام
يحاول وزير الداخلية ان يجيب فيقاطعه الكاكم
– لم ادعوك للتتكلم او تنبدي رايك..انا الذي اتكلم
-ماذا تنتظرون..هذه الشرذمة الظالة من الطلبة تحاول ان تدخل الفوضى في البلاد. وانتم تتفرجون
يغالب وزير الداخلية ما لحفه من شعور بالاهانة ويجيب الحاكم
– سيدي الرئيس.. اعدك لن يستمر هذا الوضع
يجيب الرئيس في حنف
– انا لا اريد الزج بهم في السجون..لا اريد ان يقال عني اني ادخل الطلبة الى السجون لمجرد التعبير عن ارائهم.. لابد ان تجدوا طرقا اخرى لردع هؤلاء الاوغاد
هناك طرق عديدة غير الزج بهم في السجون.
تمر السنوات بطئية في السجن منذ ان حكم على عبد الباقي بخمس سنوات سجن..لانه قام بتدليس وتزوير في وثائق حالة مدنية..قيل وقتها ان الحكم على عبد الباقي كان قاسيا وكان يمكن ان تكون سنوات السجن اقل ولكن الحاكم اراد ان يلقته درسا قاسيا حتى لا يعود الى صنيعه.. مرة اخرى..فقد تزوج عبد الباقي على غير اليغ القانونية من امراة ثانية واحتفظ بها الى جانب زوجته الاولى وكان في كل مرة يسجل ابناء الزوجة الثانية على اساس انهم من زوجته الاولى ولم يكن احد يعلم بهذا السر غير زوجته الثانية التي ما ان قرر التخلي عنها حتى قررت الانتقام منه وفضح امره لدى القضاء بعد ان ياست في محاولة استرضاءه وعدم تسريحها.. ولكن عبد الباقي صمم على اخراجها من حياته ومن بيته مهما كلفه الامر. .
عبد الباقي هذا رجل شجاع وصنديد رغم ما يقترفه احيانا من اخطاء في حق نفسه وهو رجل اشتهر بالكرم والجود .مرت سنوات السجن على الباقي ثقيلة بطئية وكل يوم من ايام السجن كان بالنسبة له في قيمة عام من السجن واقصى ما يحرم منه الانسان هو حريته.يتذكر منتصر الطالب بكلية العلوم قصة سجن والده فيعتصر قلبه الما.. ليت والده لم يقدم على فعلته حتى لا يضيع احلى سنوات عمره في السجن.. منذ ان التحق منتصر بكلية العلوم اراد ان يسخر كل جهده للنجاح في دراسته.. لم ينخرط كبقية زملائه الطلبة في التشكيلات الطلابيةا السياسية. كانت تدرس معه في الفصل زميلته احلام القادمة من احدى ولايات الشمال .. والدها فلاح يملك اراضي كثيرة وعقارات في العاصمة.
كان منتصر في ايامه الاولى بالجامعة يبدو منكفئا على نفسه خجول الى حد ان وجهه يحمر كلما كلمته احدى الطالبات..هو قادم من قرية من قرى الوسط التونسي ووالده ليس فلاحا ثريا او يملك عقارات مثل والد زميلته احلام
كان في البداية يتجنب الحديث معها ..هو لم يكن يعرف السبب ولكن احلام كانت تلاحقه . ربما استلطفته دون بقية زملائها الطلبة الذين كانوا يتمنون ودها ورضاءها عنهم
هي لا تعرف لماذا استلطفت زميلها منتصر دون بقية الطلبة ولكنها كانت تشعر نحوه بميل عميق.. ربما لانه كان وسيما اسود الشعر اشقر الوجه طويل القامة.
طلب حاكم البلاد من وزرائه ايجاد حلول
قال احد وزرائه
– سيدي هؤلاء الطلبة .. لا يصلح معه اللين.. نحن والشعب كله يعرف طيبة قلبك ولكن هؤلاء لا ينفع معه ان تكون ليين القلب..
هم يستضعفون الدولة التي لم تكن في يوم من الايام تحت قيادتكم الرشيدة ضعيفة
..قال وزير اخر
– سيدي ..انا عندي اقتراح اعرضه على جنابكم .. هي عقوبة تاديبيبة لا اكثر ولا اقل.. قلا هي بالسجن الذي لا ترضونه للطلبة ولا هي بالاستراحة حتى يشعر هؤلاء الطلبة المارقون بذنبهم .
ادرك وزير الداخلية ان الامر سيفلت من يده.. فقال مخاطبا الرئيس
– في رايي هؤلاء الطلبة.. لا يمكن ان نتمادى معهم في اتباع سياسة اللين وقرص الاذن ثم نتركهم..لبعودوا الى ما كانواعليه
-لايمن ان نسمح بتواصل الحماقات ..عندما يشعر هؤلاء الطلبةان الدولة قويه سيرتدعون وسيكفون على يقومون به من اعمال تهور وتخريب
كان الحاكم يستمع بانتباه الى راي وزرائه..الذين كان كل واحد منهم ان يقدم الحل وفي الخارج كانت الاوضاع تزداد تازما وحدة.. فقد بالغ الطلبة في تمردهم..
وضاق صدر الحاكم ذرعا وقرر اتخاذ ما يجب اتخاذه لردع الطلبة المارقين
يتبع غدا الجزء التاسع عشر
غثيان رواية مسلسلة
يكتبها الدكتور محمود حرشاني

أضف تعليق

أحدث التدوينات

Quote of the week

"People ask me what I do in the winter when there's no baseball. I'll tell you what I do. I stare out the window and wait for spring."

~ Rogers Hornsby

Designed with WordPress